مصر : وصول جثمان الشهيدة مروة وشقيقها ينتقد السلطات الألمانية
القاهرة : وصل إلى مطار القاهرة الدولي مساء الأحد جثمان
الصيدلانية المصرية مروة الشربينى التي قتلت الأربعاء الماضي على يد متطرف
ألماني داخل إحدى المحاكم .
وفور وصوله مطار القاهرة ، قال شقيق الشهيدة المهندس طارق إن جنازة شقيقته
ستتم صباح الإثنين وإنه قد صلي عليها أكثر من 1500 مسلم في ألمانيا من
بينهم مسلمون ألمان.
وأضاف في تصريحات لبرنامج" الحياة اليوم" أن السلطات الألمانية تتكتم علي
التحقيقات وترفض التصريح باسم القاضي الذي سينظر القضية أو الضابط الذي
أطلق النار علي زوج شقيقته.
وشدد أيضا على أنه لم يتلق اعتذارا من أي جهة في ألمانيا ، مشيرا إلى أنه
قام بتوكيل أكبر محامي بمدينة دريسيدن وأنه لا يطالب بتعويضات ، لكنه فقط
يأمل في القصاص العادل.
وكانت صلاة الجنازة على روح الفقيدة أقيمت صباح الأحد بمسجد السلام بحى
نويا كولن ببرلين ، وقد تقدم المصلين السفير المصري رمزى عز الدين رمزى
وأعضاء السفارة المصرية ببرلين وأعضاء المكاتب الفنية ، كما أدى الصلاة
على روح الفقيدة عدد كبير من الجاليات المصرية والعربية ، وقد اندلعت
مظاهرات عقب الجنازة شارك فيها مئات من المصريين والعرب أمام مجلس بلدية
مدينة نويا كولن ، منددين بالتطرف والعنف الذى يمارس ضد المسلمين.
وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية بتوقيع أقصى العقوبة على القاتل ليكون
عبرة لمن تسول له نفسه فى بث روح الكراهية والتطرف ، مؤكدين ضرورة الحفاظ
على حقوقهم التى كفلها لهم الدستور الألمانى كحرية العقيدة والتعايش
السلمى فى المجتمع الألمانى.
ومن جهته ، قال محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الأحد إنه تم تخصيص
مدفن خاص علي نفقة المحافظة بمنطقة الناصرية غرب الإسكندرية للشهيدة مروة
الشربيني وذكر أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وتقديم كافة التسهيلات
لعائلة الشهيدة لدفن جثمانها فور وصولها للإسكندرية الاثنين علي أن تكون
جنازة الشهيدة رسمية يشارك فيها جميع القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلي
المجتمع المدني في كافة صورره.
وأضاف لبيب أن المحافظة مستعدة لكافة إجراءات جنازة الشهيدة حيث تم
الانتهاء من الترتيبات النهائية بتجهيز المستشفى الألمانى واستقبال جثمان
الشهيدة على أن يتم تشييع الجنازة من مسجد القائد إبراهيم بمنطقة
الأزاريطة بعد صلاة ظهر الاثنين ، حيث تشيع إلى مثواها الأخير فى مدافن
برج العرب .
وأشار إلى أن جميع القيادات التنفيذية سوف تقوم بحضور الجنازة، على أن يتم
اعتبارها جنازة رسمية، مؤكداً استمرار دعم المحافظة لعائلة الشهيدة وإطلاق
اسمها على أحد الشوارع الرئيسية ومركز شباب تخليداً لذكراها.
وعلى صعيد متصل ، قال السفير المصرى فى ألمانيا إن السفارة ستقوم تضامنا
مع أسرة الضحية بإقامة دعوتين قضائيتين ، الأولى جنائية ضد المتهم بالقتل
حيث وجه له المدعى العام الألمانى بالفعل تهمة القتل العمد مطالبا بتوقيع
أقصى العقوبة وهى السجن مدى الحياة بدون إمكانية العفو ، والدعوى القضائية
الثانية دعوى مدنية للتعويض ستقيمها السفارة تضامنا مع الزوج ، مضيفا أن
السفارة كلفت أحد المحامين الألمان للحصول على كل المستندات المطلوبة
لمتابعة التحقيق فى القضية .
وعن سبب سهولة ارتكاب الجريمة ، أوضح السفير رمزى عز الدين أن النظام
الفيدرالى فى ألمانيا يعطى كل ولاية حرية سن القوانين بها وأن الولاية
التى شهدت الحادث وهى ولاية عيب....كلمة مخالفةونيا لا تقر قوانينها وجود حراسة أو أمن
داخل قاعات المحاكم ، ما أعطى الفرصة للجانى.
وأضاف أن الشرطة التى أطلقت أعيرة نارية في مكان الجريمة جاءت بالمصادفة
من قاعة مجاورة كان فيها أفراد للشرطة يدلون بشهادتهم فى إحدى القضايا .
وفي السياق ذاته ، أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بمخاطبة
وزارة الخارجية المصرية بموافاة النيابة العامة بمصر بكافة تفاصيل الحادث
الذي أدى إلى مقتل الصيدلانية المصرية، وعما إذا كان قد أجريت تحقيقات
قضائية فى هذه الواقعة وما وصلت إليها وذلك حتى يتسنى للنيابة العامة فى
مصر النظر قانونا فى مدى اختصاصها بالوقائع التى تناولتها تحقيقات الجهات
القضائية فى ألمانيا للتدخل حرصا على حماية أرواح ومصالح المصريين
المقيمين بالخارج، وأضاف النائب العام أنه تم التصديق بهذا الشأن مع وزارة
الخارجية المصرية .
وكانت مروة التي بات يطلق عليها "شهيدة الحجاب" تعرضت هى وزوجها لاعتداء
من أحد المواطنين الألمان داخل محكمة "لاندس" بمدينة دريسيدن في مطلع
يوليو ، مما أدى إلى مصرعها وإصابة زوجها بجروح خطيرة دخل على إثرها إلى
قسم العناية المركزة بمستشفى دريسيدن .
وتعود أحداث الواقعة للعام الماضي عندما نشبت مشادة بين القتيلة مروة " 32
عاما " والمتهم الألماني في أحد ملاعب الأطفال لأنها طلبت من المتهم "28
عاما" ويدعى اليكس أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها
واتهامها بأنها إرهابية لأنها ترتدي الحجاب ، بل وقام أيضا بنزع الحجاب عن
رأسها ، فسارعت مروة باعتبارها سيدة مصرية مسلمة تعتز بدينها إلى التوجه
لساحة القضاء التي بدورها أنصفت مروة وحكمت بغرامه 750 يورو لصالحها، إلا
أن الحكم قد استفز المتهم، وقام باستئناف الحكم وتربص لها في المحكمة، حيث
أخرج سكينا وقام بطعنها عده طعنات فأرداها قتيلة ، وقام المتهم بعد ذلك
بتوجيه طعناته إلى الزوج وشخص آخر لمحاولتهما إنقاذ الزوجة، إلا أن رجال
الشرطة الألمان قد تدخلوا على عجل بإطلاق عده طلقات نارية، استقرت أحدها
في ساق الزوج علوي علي عكاز الذي أفاق من غيبوبة دامت ثلاثة أيام بعد
إصابته بطعنات القاتل المتطرف ورصاص الشرطة الألمانية عند محاولته إنقاذ
زوجته.